Grindhouse
[Ver.2] soon.

Amadeus 1984 .

مازلت لا أعرف الاجابة اذا سئلني أحدهم ( عن ماذا يتحدث فيلم Amadeus ؟ )

هل أقول ( قصة حياة الملحن الأسطوري Wolfgang Amadeus Mozart ) ؟

أو ( قصة معاناة الملحن الشهير Antonio Salieri ) ؟

أو ( منافسة مليئة بالاعجاب المتبادل بين Mozart و Salieri ؟ )

أو حتى ( طرح أسئلة حول الحياة و توازنها و عدل الله ) ؟

مازلت لا أعرف الخيار الصحيح الذي يجب أن أختاره حين يسئلوني هذا السؤال , فاذا أردت أن أصف الفيلم بأسخف طريقه سأختار الأولى , ربما لن يهتم السائل بهذه الاجابة , و ربما يبتعد عنه كثيرا اذا سمع الأخيرة .

فاجابتي النهائية ستكون ( شاهد Amadeus و لا تسئل كثيرا , فهو شي لم ترى مثله من قبل , و لا أعتقد أنك ستفعل ) .

لاشك بأن الفلسفة التي تكمن في طريقة طرح الفيلم هي من جعل منه فيلما عظيما و واحدا من أهم تحف عالم الفن السابع ان لم يكن الأهم على الاطلاق , و تتوضح عبقرية هذا الطرح من بداية الفيلم الى نهايته , يبدأ بصراخ رجل ( موزارت! موزارت! اغفر لقاتلك , أعترف اني قتلتك! ) يطلب الغفران و من هنا يمسك السيناريو فرشاته و يبدأ برسم وجوه و معالم هذه القصة الغريبه التي ستجعلك غارقا في فن مليئ بالعبقرية , فعندما تمزج فن الموسيقى و السينما معا سيكون الناتج هو فيلم Amadeus الذي حيّر من شاهده بأسئله طرحت بكل فلسفة ثم تدرك مدى بساطة هذه الأجوبة التي لم يستطع حتى رجل الدين في الفيلم الاجابة عنها .

كل جزأ من الفيلم يستطيع أن يصنع فيلما ممتازا في يومنا هذا , بداية من نص فلسفي , الى اخراج عبقري , الى تمثيل واقعي , الى موسيقى فنية , الى تصوير جذاب , و بالطبع , فالكمال السينمائي متوفر في Amadeus بأجمل حلاته على الاطلاق .

( عزيزي القارئ توقف هنا ان لم تشاهد الفيلم بعد )

الفيلم بشكل عام يتحدث من منظور رجل على وشك الموت , يحكي قصته الموسيقية لرجل دين , لماذا ؟ ليس للاعتراف له بذنب ما ليصفي روحه , بل من أجل أن يسئله أسئله دينية , هل الله عادل ؟ لماذا وضع الله هذه  الهبة الموسيقية في هذا الجرذ الأناني الشهواني الذي يسمى موزارت و لم يضعها فيني ؟ لماذا وضع فيني ولع الموسيقى اذا لم يرد أن يعطيني هذه الهبة ؟ لما لم بجعلني الله أنا المختار الذي سيشهد التاريخ اسمه و اختار موزارت بدلا مني ؟

لم يستطع  رجل الدين المبتدئ أن يجاوب على أسئلة سالييري , و لكن عوضا عن ذلك ستجد الاجابة في حديث انتونيو في النهاية , ستجد أنه أدرك أن الله عادلا حين أدرك أنه أعطاه الغنى و العيش الكريم و موهبة جيدة , و أعطى موزارت حياة الفقر و عدم الاستقرار الذاتي و موهبة تاريخية , أدرك أخيرا التوازن المتواجد في هذه الحياة و أن رغبته و أمانيه في الحصول على موهبة موزارت ما هي الا طبائع بشرية لا علاقة لها في تنظيم التوازن الكوني , فهم أخيرا سالييري الحياة و معناها الحقيقي .

6 تعليقات to “Amadeus 1984 .”

  1. ماشالله عليك فيصل عيني عليك بارده ..

    مراجعاتك للافلام جدا ممتعة ، انا من النوع اللي ما احب اقرا مراجعات او اي كلام طويل ، لكن اسلوبك وايد حلو …

    ابي اكمل قراية بس ..

    ( عزيزي القارئ توقف هنا ان لم تشاهد الفيلم بعد )

    بحاول اشوف الفلم حتى لو بعد فترة ..

  2. كلام جميل جدا على واحد من أروع الأفلام اللى شوفتها و أكثرها إكتمالا.

    أنا لو حد سألنى الفيلم ده بيتكلم عن إيه. هقوله: عن جحيم أنصاف المواهب.

    من أروع المشاهد اللى شفتها فى حياتى هو المشهد اللى سالييرى و موتسارت بيكملوا كتابة الRequiem مع بعض, و تعابير وش سالييرى و هو مش قادر يلاحق على عبقرية أماديوس, يا الله !

  3. قاعد ادوره من فترة وما حصلته
    من اين تشتري افلامك ؟
    لا تقول لي تورنت
    رحت للرحاب ودرت على محلات حولي دون فائدة

  4. مراجعة رائعة .. أسلوب متميز .. وطرح يلفت الإنتباه !
    الفيلم متميز من جميع النواحي .. شاهدته منذ عدة سنين… وأتوق لمشاهدته مره أخرى بعد قرائتي لمراجعتك … أعجبني كثيرا آن ذاك ولا أشك في أنه سيعجبني كثيرا لو شاهدته اليوم !

    شكرا على المراجعة المتميزة أخي فيصل 🙂

  5. whooa! i have to check this out

  6. الفيلم رائع بالفعل , هو لمحة فلسفية عن الموهبة والسعي لها .. أحببت الفيلم جداً ولكني أردت أن أنوه أن قصة الفيلم ليست حقيقية كلها , فموتسارت لم يمت مثلما صوره الفيلم بالإضافة لأنه لم تكن هناك مثل تلك العلاقة بين سالييري وموتسارت ..

    أسلوبك جميل بالمناسبة 🙂


اترك رداً على mohamed إلغاء الرد