Amélie 2001 – مراجعة .

سيناريو فيلم Amélie لم يدرس حالة شخصية , أو طرح تساؤلات معقدة عن الحياة و طبيعتها , أو غوص في نفوس شخصيات لعب فيهم القدر , سيناريو بسيط , يدعو للتفكير ببساطه و عدم التكلّف في التعقيد , Amélie عاشت طفولة غريبه , شاذه عن جميع الأطفال , فقد حصلت Amélie على أبوين غريبين بشدة , والدها طبيب خالي من المشاعر تماما , فهو لا يحضن ابنته أو يقترب منها أبدا , و عندما يقوم بفحصها يشعر بنبضات قلبها سريعة , و أقر فورا أن Amélie تملك مشكلة في قلبها و يجب أن تبقى في المنزل بعيدا عن الأطفال و المدرسة , لم يعلم الأب أن تلك النبضات كانت تبرز حين اقترابه لها , فحنين و قلب الطفله يصرخ بطلب الحنان و العطف , تنتهي طفولة Amélie بموت والدتها لتكمل حياتا أكثر تعقيدا من قبل , كل هذا ما هو الا أول دقيقتين في السيناريو الذي سينقل لك الى حياة Amélie الشابة اليافعه , التي تبحث و تساعد الناس في مشاكلهم المعقده عن طريق حلول بسيطة بامكانها تغيير مجرى حياة هذا الشخص , فالفيلم يدعو للبساطه في النظر للحياة , الابتعاد عن العمق و الفلسفة في رؤية مشاكلنا , الدعوة للتخلص من التكلّف في النظر في الأمور .
سيناريو يدعو للبساطه و لكنه ليس بسيطا أبدا , فبسحره و طاقاته المتفجره التي تحملها تلك المشاهد و المواقف الحياتية بمقدور هذا الفيلم تغيير فكر أشخاص رأوا الحياة من وجهة نظر عميقة حتى جهلوها و كرهوها , ليس فقط عن طريق الكلمات التي نطق بها الفيلم , بل بالألوان المتفتحه و السحر في التصوير الذي صاحب الفيلم مما جعله كمجموعة من اللوحات الفنية التي تتراص متتابعة خلف بعضها البعض لينتج شريط سينمائي مليئ بالفخامه الفوتوغرافية , ربما هي سحر الفكرة التي سيطرت على المصورين , و لكني على يقين أن سحر الفكرة أيضا سيطرت على طاقم التمثيل , لن تشعر بتمثيل أمامك و أنت ترى أوئلك الناس يتصرفون بكل عفوية و بساطه مع الجمل و التعبيرات التمثيلية , لا أستطيع أن أقيم كل ممثل على حدى لأني لم أرى ممثلين حقا , بل أناس عاشوا أحداث السيناريو بكل عفوية و بعد انتهاء التصوير ابتسموا و ذهبوا مسيرا , لم يحدث ذلك حقا بل هذا ما أوحى لي التمثيل السينمائي الذي شاهدته بتحفة Amélie الساحرة .
لعلي يجب أن أتحدث عن الموسيقى اللآن , و لكني لا أعلم كيف أصف تلك الطبخة السينمائية الموسيقية التي رأيتها تمضغ بكل لذة من قبل مشاعر المشاهد حين يرى و يسمع بكل رحابة باسقبال فن راقي يمازح أفكاره و أحاسيه ليرسم تلك الابتسامة المطلوبة على وجهه , ستهدم جميع الحواجز بينك و بين الشاشه حين تسمع للموسيقى الأولى في الفيلم و أنت ترى المونتاج العجيب لطفولة Amélie , فبتلك اللحظات بالضبط ستعرف ما أنت على وشك أن تشاهده بين ثنايا هذه التحفه السينمائية الفرنسية الخالدة .
ربما يجب أن أنهي الكلام عن فيلم Amélie الآن , و لكن فكرة الفيلم لن تنتهي في الحوم حولي و حول كل من شاهد هذه التحفه , فلا تحرم نفسك من هذه التجربة الساحرة .
ببساطة … من أفضل مشاهداتي السينمائية .. قمة في الروعة والإبداع !
Abdullah - أبريل 2, 2008 عند 6:03 م |